الجمعة، 1 مارس 2013

اكتشافات طبية عظيمة ... حدثت بالصدفة




لا شك أننا نعيش في عالم متقدم سواءً من الناحية التكنولوجية أو التعليمية أو الطبية أو العمرانية... إلخ ، كل ثورات التقدم هذه التي انفجرت في القرن العشرين وتواصل انفجارها في هذا القرن كانت نتاج بحث علمي ودراسات استمرت لسنوات وسنوات ، لكن بعض من أهم الاكتشافات التي غيرت وجه العالم كانت محض مصادفة وجدت عقلا متنبها لها - كما قال ألبرت غريغوري- .

كل ما تخطئ فيه حساباتنا نسميه الصدفة . آينشتاين

الصدفة صفة يستخدمها الناس الغير معتادين على حسابات الأرقام  الكبيرة . شلدن كوبر<< شخصية غير حقيقية. 



هاتان المقولتان كانتا في تعريف الصدفة بشكل عام ولا أعرف لماذا ذكرتها هنا، ربما لأني معجب بقائليها ، على أية حال إليكم مقولتين أخريين لهما علاقة وثيقة بهذه التدوينة :


يقول ألبرت غريغوري : ليس الاكتشاف سوى إلتقاء الصدفة بعقل متنبه جاهز.
ويقول لويس باستور : في مجال الملاحظة لا تنحاز الصدفة إلا إلى الذهن المستعد. 

وبما أن مجال دراستي هو الطب فسأذكر بعض أهم الاكتشافات الطبية التي حدثت مصادفة :


1- الإنسولين ( هرمون يفرزه البنكرياس لتنظيم السكر في الدم ويستخدم في علاج السكري) 

     في عام 1889م قام طبيبان ألمانيان باستئصال بانكرياس كلب لدراسة دوره في عملية الهضم مما تسبب في إصابة ذلك الكلب بمرض السكري ، العجيب في الأمر أن الذي جعلهما يدركان إصابة الكلب بالسكري هو تجمع الذباب حول بوله المليء بالسكر .
     هذا جعلهم يلاحظون العلاقة بين البنكرياس والسكري وأن هناك مادة يفرزها البنكرياس تنظم مستوى السكر في الدم ، لكنهما لم يفلحا في معرفة هذه المادة الغريبة ، فقد سبقهما طبيبان كنديان لاكتشاف الأنسولين وحصلا على جائزة نوبل . (لم يحصلا على جائزة نوبل لا كتشاف الانسولين فقط بل لمعرفة طريقة عزله)




2- الأشعة السينية ( X-Ray )
الفيزيائي الألماني رونتجن الذي اكتشف الأشعة السينية


ربما تعد اكتشافًا فيزيائيًا لكنها ركن أساسي اليوم في الطب الحديث .

تعود قصة اكتشاف أشعة إكس إلى أواخر عام 1895م عندما كان فيزيائي ألماني –رونتكن- يقوم ببعض التجارب في معمله.

حسنًا، قصة اكتشافها معقدة قليلا وشخصيا لم أفهمها تماما لكن أثناء إحدى تجاربه كان يضع ورق سميكًا أسود اللون على أنبوب مليء بغاز معين ثم مرر فيه تيارًا كهربائيًا عالي الجهد ليرى أن شاشة كانت موجودة مصادفة على بعد بضعة أقدام بدأت تتوهج باللون الأخضر فعرف أنه أصدر إشعاعًا يخترق الأجسام أسماها X-Ray لأنها كانت أشعة مجهولة بالنسبة له.

 وبعد عدة تجارب اكتشف ان الأجسام الصلبة تمتصها ، ثم قام بعد ذلك بتجربتها على يد زوجته لتصبح أول إنسانة يتم تصويرها بالأشعة السينية .

فاز رونتكن بجائزة نوبل للفيزياء عام 1901 لاكتشاف الأشعة السينية.   
أول صورة بالأشعة السينسة كانت ليد زوجة رونتجن



  3- البنسلين (مضاد حيوي)
ألكسندر فلمنج مكتشف البنسلين

أشهر المضادات الحيوية على الإطلاق، اكتشفه ألسكسندر فلمنج ، حيث كان يقوم ببحث على الانفلونزا عام 1928م ، عندما نما عفن (فطر) على أحد الأطباق التي زرع فيها بكتيريا عنقودية (Staphylococcus) لكن بدلا من أن يتخلص من ذلك الطبق فحصه عن قرب فوجد أن البكتيريا لا تنمو حول العفن وبعد الدراسة وجد أن العفن كان يفرز مادة قاتلة للبكتيريا اكتشف فيما بعد أنها غير ضارة بالإنسان أسماها البنسلين نسبة إلى العفن الذي يفرزها (البينسيليوم) .
يذكر أنه فاز بجائزة نوبل في الطب عام 1945م لاكتشافه البنسلين .
في هذه الصورة يظهر الفطر باللون الأبيض والبكتيريا على شكل خطوط عرضية 


4- التطعيم
رسمة تخيلية لإدوارد وهو يحقن جيمس

حتى القرن الثامن عشر لم تكن فكرة التطعيم معروفة، لكن في عام 1796م أخبرت حالبة أبقار جراحًا بريطانيًا يدعى إدوارد جينر أن الناس الذين يصابون بجدري الأبقار (ليس مرضًا خطيرًا) لا يصابون بالجدري (مرض قاتل) فما كان من إدوارد إلا أن أخذ عينة من جدري البقر وحقنها في طفل يدعى جيمس فيبس فظهرت أعراض جدري البقر على هذا الطفل لكنه شفي بعد فترة ، ثم قام بعد عدة أشهر بحقنه بالجدري ، فلم يظهر على الفتى أية أعراض كما قالت حالبة الأبقار ، وهكذا ظهر مفهوم التطعيم الحديث .
بالطبع إدوارد لم يفز بجائزة نوبل لأن الجائزة لم تكن موجودة بعد


5- الفياغرا



تم تركيبه في الأساس لعلاج الذبحة الصدرية، لكن عند تجربته على البشر لم يكن تأثيره كبيرًا، لكن كان له عرض جانبي وهو زيادة الرغبة الجنسية، لذلك نزل للأسواق على أنه دواء للضعف الجنسي .





لماذا كتبت هذه التدوينة ؟
أبق عقلك مفتوحًا ( Keep an open mind )

لو لم يأخذ إدوارد جينر حديث حلابة البقر على محمل الجد لتأخر اكتشاف مفهوم التطعيم ولربما لم يكن ليكتشف حتى الآن ، ولو أحرق ألكسندر فلمنج ذلك الطبق الذي نما فيه العفن لما عرفنا البنسلين ، وقس على ذلك البقية ، ولك عزيزي القارئ أن تتخيل شكل العالم بدون هذه الاكتشافات العظيمة ، ما جمع هؤلاء المكتشفين هو أنهم أبقوا عقولهم مفتوحة .
يقول الفيزيائي الأمريكي جوسيف هنري "بذور الاكتشافات العظيمة تطفو باستمرار من حولنا ، لكنها لا تنبت إلا في عقول مستعدة لاستقبالها".


أبق عقلك مفتوحًا فربما تكون يوما أحد الفائزين بجائزة نوبل .  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا لست مع مافعله إدوارد جينر عندما حقن طفلا في الثامنة بفيروس مميت .
.
.

هناك تعليق واحد:

تابعونا هنا

Follow Me

المواضيع الأكثر شعبية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.